صدر حديثًا ..
في اللامكان نقف متواجهين. هو شاب وأنا هَرِم. يقول لي:
- وأما الشياطين فزالت، وأما النفس فلا دواء لها سوى السجودِ.
- حكيم أنت.
- بل هي حكمة كتبها ممسوس من حضْرة قديمة بعد شفاءه.
- سأعود يا أسامة. لأجل سهير.
- ستعود، أعرف، لكن لأجل نفسك. لا تنس أنني كنت أنت، وأعرف ما تخفيه يا آدم.
فأحترق...
لا معنى للعدالة القانونية في الحياة، فالقاضي يحكم بالأدلة والأوراق أمامه، وإذا تم إعدادها والتلاعب فيها بشكل متقن؛ سنجد الأبرياء خلف القضبان والمجرمين يلهون خارجها. العدالة الحقيقية هي عدالة الدماء، يجب قتل المجرمين وتخليص العالم من أذاهم، وبعدها سيكون الأبرياء في أفضل حال وفي مأمن من الشرور، بعد أن تم لفظ المتسببين فيها خارج الحياة.
في هذه الأيام، توقفت كثيرًا أمام ضعفي وحبي لك، وطوفان مشاعري تجاهك، وتساءلت كيف وهبت مثلك -مثل كلماتك بالأصح، فلست أنت في حياتي سوى بضع من كلمات- كل هذا الحب. أكاد الآن أكون موقنة أنني عشقت فيك حبي لك، كان احتياجًا لحلم أرغب بقوة في عيشه. لكن هل أشكرك لأنك وهبتني الحلم يا حازم؟ هل يجب أن أكون ممتنة لك لأنك بعت لي الوهم الذي أردت؟ لقد كان الثمن قلبي وأيامًا من عمري ، ولكن في الحقيقة لم تذهب سدي.
إن أعمال ضابط البوليس هي حوادث الناس وشؤونهم الداخلية، تتجلى أمامه فيها صور حياتهم المتباينة المختلفة، باختلاف بيئاتهم وعاداتهم ودرجاتهم وأخلاقهم. فيقف الضابط من تحقيقاته على أسرارهم وحقيقة أمرهم، وطالما كذبت الحقائقُ المظاهر. وقد يقع الحادث فيثير اهتمام الجمهور ودهشته، ويراه الضابط أمراً عادياً، لأن الغريب إذا تكرر ألفته النفس وفقد غرابته.
هذه قصصٌ حقيقيةٌ كالخيال، بل خيالٌ حققته الأيام. أبطالها معروفون، وشهودها أحياءٌ يرزقون. رويتها كما هي، فلم أعمد إلى المبالغة أو المغالاة، حتى لا يضيع لون الحقيقة الزاهي وأثرها العميق في نفوس القارئين والسامعين.
الأكثر مبيعًا ..
"هذا وقد أمرنا نحن "أيمن وهدان" وكيل النائب العام، بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيق"
ترك أيمن كرسيه، جلس على كرسيٍّ أمام المتهم، وبصوتٍ حادٍّ خاطبه قائلًا:
"هذه هي فرصتك الأخيرة.. أستحلفك أن تخبرني بالحقيقة.. أنت صديقي وأعرفك جيدًا.. وأنا على يقين أنك لم تقتلها.. التزامك الصمت لن يعطي مخلوقًا فرصة لمساعدتك". بصوتٍ يائس ردَّ هشام: أنا القاتل.
ما السر وراء صمت هشام؟ هشام يحرص على محو بصماته على أداة الجريمة.. ثم يذهب ويعترف.. أنه القاتل.. لماذا؟ هل هشام بريء؟
تتعدد الأسئلة وتتعقد الأمور.. أمام العميد محمود.. أثناء تحقيقه في جريمة القتل الأولى.. حتى تقع جريمة ثانية! ليكتشف في النهاية.. كيف يُصبح المستحيل.. حقيقة.
يجوب بنا الكاتب في رحاب حياة المرأة المسلمة التي عاشت في كنف الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال مواقف متعددة تعبر عن المنهج الإسلامي الذي وضع الأسس لحقوق المرأة وواجباتها..فهذه الصفحات التي بين يديك عن الصحابيات تأخذك في رحلةٍ لتشاهد فيها نساء بلغن الغاية في الخلق والدين.
في بلاد الشمس المشرقة، كنت على موعد مع رحلة لم أخطط لها أعدت فيها اكتشاف نفسي، وتعلمت الانحناء بكبرياء.
في الكتاب الرابع سنرى كيف يمتزج سحر التكنولوجيا، وخيال الفن، وأصالة الماضي لنجد أنفسنا فجأة في مواجهة حكايات مسكونة بخصوصية اليابان وتفردها، هذه البلاد التي استطاعت دومًا أن تنهض من جديد بعد أن تنتهي.
وبينما كنت أسير في شوارعها، فوق أوراق أشجارها الذهبية المتساقطة، طاردتني صور من الماضي جعلت الذكريات تتداعى ... صور عديدة جمعتنا كعائلة صغيرة خلَّدت هذه اللحظات، وصنعت منها حائطًا ضخمًا من الذكريات وقصصًا لا تُنسى عن العشق وعن السفر ..
قبلتُ به وأنا أعرف مصيري القادم . قال لي: " لامكان آتيك فيه كما الزوجات، لاعنوان لبيتنا، ولازمان للقائي بك، لاتواصل بلا ميعاد، لا زيارات طائشة، ولا محادثات تليفونية، ولا كلمات تتطاير هنا وهناك حتى مع أقرب الناس"
أستمع إليه ولا أدري ماذا أصابني في حضرته. أحدق في عينيه وأبقى صامتة فيقول لي ما رأيك ؟
أرد دون أن أنبس ببنت شفة:
سأغطي كل تحركاتك وأحميك حتى من أنفاسك .
ترشيحات القراء ..
مر يومي هادئًا دون تفاصيل تذكر. وفي الموعد المحدد دخلت إلى فراشي. انتظرت حتى صدرت الإشارة من المذياع العام، ثم تمددت على جانبي الأيسر كالعادة. قلت مخاطبًا جسدها الهامد أمامي:
ـ تصبحين على خير يا حبيبتي.
ومن المذياع العام صدر الصوت القوي كما كل ليلة، يقول:
ـ عزيزي المواطن. أحلام سعيدة.
هنا يحين الدور الروتيني لذلك الجسم المعدني الرقيق المزروع تحت جلد رقبتي. في لحظة واحدة، وعندما يتلقى تلك الإشارة العامة. أروح في نوم عميق، مليئ ـ بالفعل ـ بالأحلام السعيدة.
من الشاطئ بدأت خطاها وربطها به عواطف وذكريات، وحين وصلت إلى الجامعة أدركت أن كل خطوة خاضتها هي وجيلها قد دُفع ثمنها الكثير من جيل الحريم الذين أسمتهم "جيل الشهيدات"، وقد طال بها العمر ولقيت الكثيرين وتنوعت مراحل الحياة ولازالت ترى نفسها طالبة علم..
في صحبة عائشة .. قراءة في حياة وفكر الراحلة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، منذ مضارب الطفولة على شواطئ دمياط، مروراً بتشبثها بطريقها العلمي تعبر الخطى دون أن تتمرد على المنظومة التي تربت عليها، ثم انتقالها إلى حياة الجامعة ولقائها بالزوج والأب والصديق أمين الخولي، في حياة خاضت فيها الكثير من المعارك الفكرية والتحديات العلمية والأدبية وفقدت فيها الزوج والأبناء دون أن تلين، واستكملت الطريق بجراءة وشموخ حتى رحلت عن دنيانا وهي أديبة وفقيهة ومجددة وحارسة التراث وحصنه.
بعد قرابة عشرين عامًا من الشلل التام وملازمة الفراش قرر إسماعيل أن يموت يوم الجمعة، وإذا كان اليوم هو الثلاثاء فإن أمامه ثلاثة أيام قبل أن يفعل ذلك.
بالطبع إن هناك أسئلة كثيرةً تفرض نفسها عند معرفة شيء كهذا، مثلا: كيف سيتمكن إسماعيل من الموت بنفسه وهو مشلول تمامًا ولا يستطيع تحريك عضلة من عضلاته حتى لسانه، لكن يمكننا الظن أنه طالما قرَّر بهذه الصرامة المثيرة للإعجاب، بل وضرب موعدًا، فإنه يمتلك خطةً ما، خطة لا يلزمه فيها أن يتحرك ويؤدي نجاحها إلى موت كلي لا رجعة فيه لأنه بالفعل مات كثيرًا حتى اليوم ولكن كلها كانت ميتات غير كافية لاستخراج شهادة وفاة.
حين ابتكر ناجي العلي شخصية حنظلة، رسمه غاضبًا، مديرًا ظهره لنا، وعاقدًا يديه خلف ظهره رفضًا للوضع الفلسطيني، للرؤية، للأمر برمته.
استشهد ناجي، وبقى حنظلة غاضبًا، رافضًا أن يدير ظهره حتى ننتصر، رافضًا حتى النمو. ظل ابن العاشرة ولم يطاوع الطبيعة ويكبر حتى يعود الوطن، ويعود هو إليه.
قد تبدو الظروف غير مواتية له حاليًا ليلتفت، لا تبدو ملامح النصر في الأفق، لكن حنظلة قرر أن يستدير. التفت ليبعث فينا بعض الأمل، وحين ننتصر سنرى ابتسامته.